الإجابة: بالطبع نعم..
هل حاولت معرفة السبب وراء ذلك رغم أن تلك الحالة لا تنتابك بسبب عدم حصولك على ساعات كافية من النوم أو في وقت متأخر من الليل؟
الإجابة عن هذا السؤال وكيفية التغلب على هذه الحالة التي تسبب بعض الحرج أحياناً، تأتي في سياق نتائج دراسة علمية نشرها موقع “نيورو ساينس نيوز Neuro Science News” المختص بأخبار أبحاث المخ والأعصاب.
بكل أسف، إن الإجابة هي الشعور بالضجر أو الملل!
فقد كشفت الدراسة العلمية أن نواة “أكومبنز” accumbens، وهي منطقة من الدماغ تختص بالشعور بالمتعة والدافع، هي أيضا مصدر لتعزيز الشعور بالرغبة في النوم.
يؤكد الباحثون أن الإنسان يحافظ على يقظته عندما يكون هناك اهتمام بأمر ما أو استمتاع بحالة ما، ويصيبه رغبة في النوم عند شعوره بالضجر من محاضرة مملة أو لقاء عمل روتيني طويل، إلى آخره من الأمور التي يفقد فيها الاهتمام أو الحماس، حيث تبين أن هناك آليات بالدماغ تتولى تنظيم النوم من خلال العوامل المعرفية والعاطفية، وعند غياب العامل المحفز يميل الإنسان بالتبعية إلى النوم.
استخدم الباحثون من المعهد الدولي لطب النوم التكاملي في جامعة “تسوكوبا” في اليابان وقسم الصيدلة في كلية العلوم الطبية الأساسية في جامعة “فودان” في الصين، تقنيات كيمياوية وراثية وبصرية للتحكم عن بعد في أنشطة نواة “أكومبنز” accumbens العصبية والسلوكيات التي ترتبط بها.
واكتشف الفريق الياباني الصيني أن النواة العصبية لديها قدرة قوية للغاية للحث على النوم الذي لا يمكن تمييزه عن النوم الطبيعي، والمعروف باسم النوم بطيء الموجة.
ويشير فريق الباحثين إلى أن تلك الحالة لا ترتبط بحصول الشخص على قسط وافر من النوم والراحة، حيث إن الإنسان يشعر بالتعب وفقاً لساعاته البيولوجية، ولكن ثبت أيضاً أن “سلوك النوم/اليقظة” يتأثر بالعوامل المعرفية والعاطفية.
وتوضح نتائج الدراسة أن نواة “أكومبنز” accumbens لديها العديد من المستقبلات التي تستجيب لناقلات عصبية تسمى “أدينوسين”، ما يساعد على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ.
وأكدت الدراسة أن تناول فنجان من القهوة أو الشاي قد يساعد في التغلب على تلك الحالة، لأن الكافيين والأدينوسين ينتميان لنفس الأسرة الكيمياوية. ويقوم الكافيين أساساً بخداع لمستقبلات الأدينوسين، وبالتالي فإنه عند تعاطي قدر من جزيئات الكافيين يتداخل مع تلك المستقبلات التي تتوقف عن الاستجابة لإشارات الأدينوسين بالنعاس.
وتبشر النتائج الجديدة بإمكانية التوصل لإنتاج علاجات أكثر أماناً للأرق في المستقبل.