قصصقصص تاريخيةقصص للأطفالقصص واقعيةمفالاتمقالاتمنوعات
بناء خمارة فوق مسجد!
بناء خمارة فوق مسجد!
ذكاء محامي يحبط مؤامرة لبناء خمارة فوق مسجد بالعاصمة (لندن).
هذه قصة حقيقية، ومشوقة قصها علي احد زملائي في العمل وهو ❞باكستاني❝ الجنسية كنا نعمل معآ في مدينة « بنغازي » وكان يقضي إجازاته في العاصمة البريطانية (لندن).
في نهاية فترة السبعينيات - قامت الجالايات المسلمة المقيمة ببريطانيا وبالعاصمة لندن على وجه التحديد بالتبرع لبناء مسجد للصلاة، وبما ان المبلغ الذي تم جمعه لم يكن كافيا لشراء قطعة ارض منفصلة فلقد تم شراء مساحة فوق سطح إحدى العمارات الخدمية في احد الاحياء التي يقطنها العديد من المسلمين ﺑ (لندن). وكما يحصل الان في غالبية دول العالم، كانوا يبيعون الدور الارضي لشخص ما، والاول لاخر والثاني لغيره وهكذا...
فرح المسلمون بذلك، وبداءوا بالشروع في عملية البناء - وبعد الانتهاء من التراخيص واجراءت البناء وإذا بهم يتفاجئون بان هناك من اشترى (فراغ) الطابق الذي يلي طابق بناء المسجد وذلك لغرض بناء ❞خمارة فوق المسجد❝، وكان شعور المسلمين انذاك بان هناك حاقدون على الاسلام والمسلمون وإن الامر مقصود ومدبر .. ولاشك ان في الامر مكيدة ما.
فما كان منهم الا ان قاموا بتوكيل محامي ورفع قضية ضد الشركة التي باعت لهم العقار المذكور ولم تعلمهم بذلك في الوقت المناسب، وبآن بناء خمارة فوق مسجد للصلاة او اي دار عبادة اخرى كان غير جائز، ويتنافى مع جميع الاديان والاخلاق.
اخذت القضية شهورا من الجدل في المحكمة وبدون فائدة نظرا لحق الفرد وحريته في مايضمنه له القانون البريطاني - لكن المحامي وبعد اطلاعه على قانون العقارات انذاك وجد ثغرة فيه لاتشترط ان يتم بناء العقار بارتفاع محدد وكان الارتفاع السائد لارتفاع الدور الواحد ان لايتعدى الثلاثة امتار. ولم يكن هناك فقرة في القانون تلزم صاحب البناء بالانتهاء في مدة محددة. إضافة الى ان شركة العقارات لم تذكر ذلك في عقودها!
لذلك نصحهم المحامي الذكي بان يتم بناء المسجد بارتفاع اقل من المفترض (بعشرون سم) مثلا ولذلك سيكون لديهم الحق في الفراغ المتبقي (اي اﻟ 20 سم) فلا يستطيع من سيقوم بالبناء فوقه ان يقوم بالبناء إلا بعد استكمال الارتفاع المطلوب، وهو ( اﻟ 3 امتار) والذي يكفله له القانون، وبناء عليه لم يتمكن صاحب الخمارة من البناء فوق ارتفاع المتران و (اﻟ 80 سم).
عليه لم يتمكن صاحب الخمارة من اتمام مؤامرته، وتم بناء المسجد بعون الله وبفضله، وبذكاء المحامي الذي بعثه الله نجدتاً في الوقت المناسب.
بقلم ✏ « علي العرفي »
