تاريخقصصقصص تاريخيةقصص للأطفالقصص واقعيةمفالاتمقالاتمنوعات
كليوبترا - يوليوس قيصر (Cleopatra - Julius Caesar)
كليوبترا. يوليوس قيصر
كانت الامبراطورية الرومانية من أعظم الامبراطوريات التي عرفها التايخ، فقد سادت العالم في عصرها، بل إن جميع الدول المطلة علي البحر المتوسط وقعت تحت سطوتها.. بما في ذلك تركيا وسوريا ومصر والشمال الأفريقي كله حتي أسبانيا، بل أنه قد وقع تحت نفوذها فرنسا وانجلترا وغيرها من البلدان الأوروبية. امبراطورية لها كل هذه السطوة، لابد أن يكون حاكمها هو سيد العالم.
وقد كان يوليوس قيصر من أهم الشخصيات البارزة وأهم القادة التي عرفتهم هذه الإمبراطورية، لأنه كان يملك القوة، وعبقرية القيادة، وقدرته الهائلة علي إقناع الجماهير، حتي قيل أنه كان أعظم الخطباء الروم بعد سيشرون!
في هذا الجو المفعم بعنف الانتصارات العسكرية كان يعيش يوليوس قيصر. أحب الجندية، وبرزت مواهبه العسكرية في المعارك التي خاضها، وحقق فيها المزيد من الانتصارات في فرنسا (بلاد الغال) وانجلترا وايطاليا وأسبانيا. ويبدو أن هذه الانتصارات، وتألق نجم يوليوس قيصر أوغر صدر بعض القادة الآخرين، وعلي رأسهم (بومبي).
رغم أنه في عام 60 (ق.م) تحالف مع ليسنيوس كراسوس، وأجنايوس بومبي، وكونوا أول حكومة ثلاثية لحكم روما.. ومعروف تاريخيا أنه تم انتخاب يوليوس قيصر قنصلا.
وفي نفس العام الذي أصبح فيه قنصلا تزوج من (كالبورنيا).
لقد أوغر صدر كثير من القادة ما حققه يوليوس قيصر من نجاحات علي المستوي العسكري والمستوي السياسي.. فحاكوا مؤامرات ضده، وكان بومبي من الذين انفصلوا عنه وبعدوا عن تأييده.. ولم يكن أمام (بومبي) عندما شاهد صعود نجم قيصر حتي كاد أن يصبح سيدا علي العالم كله عندما بسط نفوذه علي أسبانيا، بعد أن بسط نفوذه من قبل علي شرق نهر الراين، وغزا بريطانيا علي مدي عامين متتاليين عام 55، 54 ق.م.
لم يكن أمام (بومبي) سوي الهرب إلي مصر وقرر قيصر القضاء عليه، فجاء علي رأس حملة إلي مصر، حيث استطاع بالفعل أن يتخلص من عدوه اللدود (بومبي). وفي مصر التقي بكليوباترا. لم تكن كليوباترا فاتنة الجمال، ولكنها كانت بالغة الذكاء.. تستطيع أن تأسر محدثها بثقافتها العريضة، وقوة منطقها، فتعلق بها قلب يوليوس قيصر، ودعم سلطانها كملكة علي مصر. وسرعان ما شعر أنه لا يمكن أن يستغني عن هذه الملكة المصرية الجميلة فقرر أن تصحبه إلي روما.
وقد اختلف الرواة والمؤرخين حول تلك العلاقة التي تجمع بين يوليوس قيصر وكليوباترا.. البعض قال انها كانت تهدف من وراء هذه العلاقة أن تحقق أحلامها ليس في حكم مصر وحدها، ولكن في حكم الامبراطورية الرومانية من خلال يوليوس قيصر. والبعض الآخر كان يري أنها تريد بسط نفوذ مصر علي سوريا وأسيا الوسطي من خلال علاقتها بقيصر.
بينما رأي فيها البعض الآخر أنها غانية تستهوي قلوب الأبطال لا لشيء إلا لإرضاء حاجة في نفسها.. بأنها جميلة.. وأنها مرغوبة من مشاهير الأبطال. ومهما كان الرأي فقد ذهبت معه إلي روما وكانت ذات تأثير عنيف عليه، حتي أنه أصبح كما يقولون طوه بنانها، بل قيل أنه تأثر بثقافتها العريقة، كما تأثر بالحضارة المصرية عندما جاء إلي مصر، وشاهد روائع ما تحوي من آثار، وما كانت عليه مصر من حضارة راقية، فانبهر بالآثار المصرية.. كما انبهر بحكم الفراعنة، وتآليه الناس لهم.
ولعله جاءه هذا الهاجس عندما كان في مصر، لماذا لا يكون له هيبة ملوك الفراعنة؟ ولماذا لا تقدس الناس شخصه كما يقولون في مصر شخصية الفرعون، وهو الذي حقق لروما كل هذه الانجازات الهائلة.. من فتوحات وغزوات وإصلاحات داخلية.
وكان قيصر قد واصل زحفه إلي مصر بعد هزيمة (بومبي).. وأخذ يطارح كليوباترا الغرام، وهي آخر البطالمة، وملكة مصر الربه، ويلوح أنها لعبت برأسه تماما.
وعاد قيصر إلي روما حاملا معه فكرة (الملك المؤله) المصرية. وشاهد ذلك أن تمثاله أقيم في أحد المعابد وعليه عبارة نصها: 'إلى الإله الذي لا يقهر' ولآخر مرة اندلع من الروح الجمهورية المحتضرة بروما لهيب احتجاج أخير.
ويقول المؤرخون أن وراء تغير شخصية قيصر، كانت هي كليوباترا، وأنها هي التي زينت له أن يكون ملكا متشبها بفراعنة مصر المؤلهين، وأنهما قررا الزواج عندما يعلن نفسه ملكا علي روما والعالم، وسيصبح هو سيد العالم، وتصبح هي سيدة الدنيا. ولكن الأمور سارت بما لا تشتهي السفن كما يقولون. ففي روما دستور وفي روما مجلسا للشيوخ له قراراته التي يجب أن يحترمها الحاكم. وأن الأمور لا يمكن أن تسير علي أهواء قيصر أو كليوباترا.
فهذا المجلس هو الذي يعين القناصل وغيرهم، وهو الذي يمنح السلطات حتي يسير دولاب العمل السياسي علي أسس موضوعية ومن خلال رأي أعضاء هذا المجلس، حتي يظل للمجلس صيته ويظل للقانون هيبته. وكثيرا ما خرق يوليوس قيصر القوانين، إرضاء لطموحاته الشخصية.. وكل ذلك أغضب أعضاء مجلس الشيوخ.
وإذا كان من الصعب مجابهة قيصر، فإنه من الأسهل أن تحاك المؤامرات للتخلص منه، وبالفعل.. نجحت المؤامرة، والتي كانت تهدف إلي ضربه بالخناجر والسيوف عندما يدخل قاعة المجلس. وفي لحظة حاسمة من لحظات التاريخ، في عام (44 ق.م) وبينما كان قيصر يدخل قاعة المجلس إذا به يفاجأ بمن يطعنه بالخنجر، ثم توالي من جاءوا لاغتياله، حتي سقط مدرجا في دمائه!
والعجيب أن حادثة الاغتيال قد وقعت عند تمثال منافسة (بومبي). وبمقتل قيصر، كان لابد أن تعود كليوباترا إلي مصر من جديد، لتأخذ دورا جديدا في الصراع الروماني الروماني.. ولديها طموحات لا تحد للسيطرة علي الامبراطورية الرومانية كلها، وتصبح هي الملكة غير المتوجهة علي عرش العالم!!
كليوباترا
الملكة كليوباترا السابعة والمعروفة باسم كليوباترا هي آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من قِبَل روما عام 30 قبل الميلاد.
كانت كليوباترا ابنة بطليموس الثاني عشر . وقد خلفته كملكة سنة 51 ق.م مشاطرة العرش أخاها بطليموس الثالث عشر . وقد وصُفـت بأنها كانت جميلة وساحرة . على نقيض ماتبرزها الصور التي وصلت إلينا . أما الرجال الذين وقعوا في غرامها فقد أسرتهم بشخصيتها القوية الظريفة وبذكائها ودهائها .
وكانت دائمة النزاع مع شقيقها الذي انتهى بطردها من مصر . وكانت البلاد في ذلك الوقت مملكة تحت الحماية الرومانية ، والمصدر الرئيسي للقمح بالنسبة للشعب الروماني . وأقبل قيصر إلى مصر عقب هزيمة بومباي في فارسالوس سنة 48 ق.م ، فوجد الحـرب الأهلية ماتزال قائمة فيها . وكانت كليوباترا تحاول العودة إلى مصر ، فعمدت إلى الظهور فجأة أمام قيصر ملفوفة في سجادة - كما يزعمون - بحيث تستطيع التوسل إليه لمساعدتها في تحقيق غايتها للعودة إلى الحكم. وقد أسرته ، إما بمفاتنها ، أو بالمنطق الجلي بأنها ستكون حاكماً أفضل من شقيقها . وساعدها قيصر على التغلب على بطليموس الذي أغرق في نهاية المعركة.
وحكمت كليوباترا بضع سنوات . وفي سنة 40 ق . م كانت مملكتها جزءاً من نصيب الإمبراطوري الذي أصاب ماركوس انطونيوس عندما اقتسـم العالم الروماني مع كل من اوكتافيوس وليبيدوس بعد مصـرع يوليوس قيصر. وقد أحب ماركوس أنطونيوس كليوباترا ، وكلّفته علاقته الغرامية هذه فقدان حظوته في روما .
وانتهى أمر أنطونيوس بالانتحار إثر الهزيمة التي أنزلها به أوكتافيوس في معركة أكتيوم سنة 31 ق .م . فلما سمعت كليوباترا بالنبأ انتحـرت هي الأخرى.
سيرتها
كليوباترا السابعة (باليونانية:Κλεοπάτρα Φιλοπάτωρ) (يناير 69 ق.م - 30 قبل الميلاد) ملكة مصر، الشهيرة في التاريخ والدراما بعلاقتها بيوليوس قيصر ثم ماركوس أنطونيوس ووالدة بطليموس الخامس عشر (قيصرون).
أصبحت ملكة عند وفاة والدها بطليموس الثاني عشر، في العام 51 قبل الميلاد وحكمت تباعا مع شقيقاها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر(..،67) وابنها بطليموس الخامس عشر قيصرون بعد انتصار جيوش الروم أوكتافيان (الإمبراطور أوغسطس الجديد فيما بعد) على قواتها المشتركة، انتحرت كليوباترا وكذلك فعل أنطونيوس، ووقعت مصر تحت سيطره الرومان.
ما يقره التاريخ لنا بخصوص كليوباترا كونها إحدى ملكات مصر العظيمات، أيًا كانت الخلافات حول علاقتها بسياسات الإمبراطورية الرومانية، فقد كانت على سبيل المثال الوحيدة من بين الأسرة البطلمية التي أخذت على عاتقها تعلم اللغة المصرية حينها، وتشبهت بالإلهة إيزيس وادعت بأنها تجسد حياتها على الأرض، حتى إنها لقبت نفسها بـ "إيزيس الجديدة"، ما يعكس مدى ذكائها السياسي وجديتها في أن تحكم مصر بنجاح.
وقد كانت كليوباترا ملكة موهوبة، فقد تحدثت بعدة لغات، وقادت الجيوش في سن الواحد والعشرين، وتعلمت في منارة العلم في عصرها، الإسكندرية. وقد عملت على استرداد أمجاد أسرتها الحاكمة، وتمكنت من بسط الاستقرار والسلام في البلاد أثناء فترة حكمها، ومكافحة الفساد، كما شُهد لها بفتح مخازن الحبوب لشعبها أثناء فترة المجاعات ورفع الضرائب عنهم. فكانت مصر حينها دولة مزدهرة، تحت حكم ملكة لم يرى الشعب في جنسها عيبًا، فما شغله إلا حسن إدارتها للبلاد.
حياتها وحكمها
ولدت العام 69 قبل الميلاد، وصفت كليوباترا بأنها أثرت بنشاط في السياسة الرومانية في فترة حرجة، كما وصفت بأنها جاءت لتمثل، كما لم تفعل أي امرأة أخرى من العصور القديمة، النموذج الأول لرومانسية المرأة الفاتنة.
هي ابنة الملك بطليموس الثاني عشر "أوليتيس "، وكان قد قدر لكليوباترا في أن تصبح آخر ملكة للسلالة البطلمية التي حكمت مصر بعد موت الإسكندر الأكبر في 323 قبل الميلاد وضمها إلى روما في 30 قبل الميلاد.
أسس السلالة ضابط الأسكندر بطليموس، الذي أصبح الملك بطليموس الأول حاكم مصر. كانت كليوباترا من السلالة البطلمية، فانها ولأسباب سياسية أطلقت علي نفسها لقب "إيزيس الجديدة " وهو لقب ميزها عن الملكة كليوباتراالثالثة، والتي زعمت أيضا أنها تجسيد حي للآلهة ايزيس.
عندما توفي بطليموس الثاني عشر في 51 قبل الميلاد، انتقل العرش إلى ابنه الصغير، بطليموس الثالث عشر، وابنته كليوباترا السابعة.
ومن المعروف أن كليوباترا ابنة الـ 18 عامًا كانت تكبر شقيقها بنحو ثماني سنوات، فأصبحت هي الحاكم المهيمن. الدلائل تشير إلى أن المرسوم الأول الذي فيه اسم بطليموس يسبق لكليوباترا كان في أكتوبر العام 50 قبل الميلاد.
أدركت كليوباترا انها في حاجة لدعم الرومان، أو بشكل أكثر تحديدا دعم قيصر، إذا كان عليها استعادة العرش.
كليوباترا ويوليوس قيصر
نحت للملكة كليوبترا وابنها قيصرون في معبد دندرة
يقول المؤرخون إن كلا من كليوباترا وقيصر سعيا لاستخدام الآخر، فقيصر سعى للمال لتسديد الديون التي تكبدها من والد كليوباترا أوليتيس، من أجل الاحتفاظ بالعرش. في حين أن كليوباترا كانت عازمة على الاحتفاظ بعرشها، واذا أمكن استعادة أمجاد البطالمة الأوائل واسترداد أكبر قدر ممكن من سطوتهم، والتي شملت سوريا وفلسطين وقبرص. وتوطدت أواصر العلاقة بينهما وولدت له بعد رحيله طفلا أسمته بطليموس قيصر أو بطليموس الخامس عشر (وأطلق عليه الإسكندريون اسم التصغير قيصرون Kaisarion).
تكوينها لجيش ومواجهتها لأخيها
وقع الملك بطليموس الثالث عشر تحت تأثير مستشاريه الذين عملوا على إبعاد كليوباترا وطردها من الإسكندرية للانفراد بالسلطة، فلجأت إلى شرقي مصر واستطاعت تجنيد جيش من البدو لاستعادة موقعها. عند وصولها إلى بيلوزيوم (بور سعيد حاليا) حيث كان يتصدى لها جيش أخيها، وصلت سفينة القائد الروماني بومبي (Pompeius) على إثر هزيمته في معركة فرسالوس (48 ق.م)، فما كان من أوصياء الملك الاّ أن دبّروا مقتله، وقدّموا رأسه إلى القائد المنتصر يوليوس قيصر الذي وصل الإسكندرية في 2 أكتوبر عام 48 ق.م. وقد نجحت كليوباترا في اختراق صفوف خصومها بعد أن حاول أخوها بطليموس الثالث عشر التقرب إلى القيصر حيث وجدها فرصة لإعلان ولائه الكامل، وعمل قدر طاقته على تملّقه والتقرب اليه، وبفعل ذلك، أمل أن يحظى بدعم الرومان للانفراد بعرض مصر. إلا أنه تبين لبطليموس أنه أخطأ في حساباته. واستدعى قيصر كلًا من بطليموس وكليوباترا إلى الإسكندرية، وأعلن دعمه للملكية. أثناء ذلك الوقت، كان لشعب الإسكندرية ملكة أخرى في أذهانهم. في نوفمبر عام 48 قبل الميلاد، ومع حبس قيصر وكليوباترا في القصر الملكي، أعلن الشعب السكندري الأخت الملكية الصغرى، أرسينو الرابعة، ملكة لمصر.
أمضت كليوباترا ويوليوس قيصر شتاءً طويلًا محبوسين في قصر الإسكندرية. ولم تأتي التعزيزات الرومانية إلا بحلول مارس عام 47 قبل الميلاد، والتي صار فيها يوليوس وكليوباترا حلفاءً سياسيين ومحبين. وعند تحرير قيصر، هرب بطليموس الثالث عشر وغرق في نهر النيل، بينما أُسرت أرسينو الرابعة، الملكة التي حكمت وعاشت لفترة قصيرة من الزمن، وأُخذت إلى روما. وقد أُعيدت كليوباترا، التي صارت أرملة، إلى عرشها بكامل الدعم الروماني، وتزوجت أخاها بطليموس الرابع عشر، الذي كان يبلغ من العمر حينها 11 عامًا. وقد حملت العروسة. وفي يونيو عام 47 قبل الميلاد، ولدت كليوباترا ابنًا سمته بطليموس قيصر (الذي عُرف بقيصريون) نسبةً لوالده. أما قيصر، والذي كان متزوجًا في الأصل من زوجة رومانية، كان غير قادر على الاعتراف بابنه المصري بشكلٍ رسمي. ولكن قبل مقتله سعى لتمرير تشريع في روما يعطي له الحق بالزواج من امرأة ثانية ومنح الشرعية القانونية لطفلٍ وُلد في أراضٍ أجنبية.
كانت العلاقة بين قيصر وكليوباترا أبعد ما تكون عن مجرد شغف عاطفي متهور. فقد كان الطرفان سياسيين مخضرمين، ولم يكن لأحدهما بأي شكل من الأشكال أن يُعتبر ساذجًا. وقد قوت وحدتهما الجسدية تحالفهما السياسي، وكان له مدلول سياسي مثالي. كانت ستظل مصر مستقلة، إلا أنها وقعت تحت حماية روما. وكانت روما ستستفيد من كرم مصر بكونها أخصب أراضي العالم. ربطت اهتماماتهما المشتركة – الطموح والطفل المشترك بالطبع – بينهما البعض؛ وقد رأى الطرفان فوائد إبقاء مصر مستقلة لقيصريون كي يرثها. وبثقته في ولائها لابنها إن لم يكن ولائها له، استكمل قيصر مسيرة تشجيع كليوباترا على أنها حاكمة مصر الحقيقية، حتى حين غادر بنفسه البلاد.
وفي عام 46 قبل الميلاد، حاز قيصر على النصر في روما، نصرًا أردى الملكة المخلوعة أرسينو مقيدة في السلاسل أمام الشعب الروماني. وقد اتبعت كليوباترا ومعها بطليموس الرابع عشر قيصر إلى روما، وبقيا هناك لنحو عامٍ على نفقة قيصر الخاصة. وقد كانا حاضرين ليشهدوا منح قيصر لكليوباترا تمثالًا ذهبيًا في معبد فينوس جينتريكس. وقد عادا إلى مصر فقط عند مقتل قيصر في الخامس عشر من مارس عام 44 قبل الميلاد. ومات بطليموس الرابع عشر فور عودته إلى مصر – وليس من الأكيد إن كان موته بفعل حادث أم تخطيط. ومع عدم وجود أي وريث ذكر أخر للعرش صار قيصريون البالغ من العمر 3 سنوات هو بطليموس الخامس عشر، وتفردت كليوباترا بمقاليد الأمور.
مقتل يوليوس قيصر
وبموت قيصر، انطلق الثلاثي مارك أنتوني، وأوكتافيان، وماركوس ليبيدوس للقبض على من اغتاله، بروتوس وكاسيوس. كانت روما تنوي على انتقام عام، وقد دُعيت مصر كي تقدم المساعدة. وكان ذلك الأمر شديد الأهمية بالنسبة لكليوباترا. وقد انشقت حاكمة قبرص وأخذت طرف القتلة، وقررت أن تعيد أختها أرسينو، التي نالت حريتها من جديد وتعيش في أفسس، لحكم مصر. وأثناء حياتها، كانت أرسينو ستصبح تهديدًا مستمرًا لكليوباترا، فلم تكن مفاجأة كبيرة أن تُغتال بأمر أختها في عام 40 قبل الميلاد.
اتخذت كليوباترا قرارًا حكيمًا بالتحالف مع الثلاثي. وقد رفعت أسطولًا للإبحار نحو أوكتافيان ومارك أنتوني، إلا أن سفنها قد دمرها الإعصار. وأثناء انتظارها لتجهيز الأسطول الثاني، جاءت الأخبار بهزيمة القتلة. وقد تولى الحكم رجلان، حيث حكم الإمبراطورية الغربية أوكتافيان (الوريث الشرعي لقيصر)، وحكم قيصر الإمبراطورية الشرقية. وقد احتاجت كليوباترا، التي كانت شديدة الضعف في مصر، لمن يحميها. ولأول مرة خانتها غريزتها واتخذت القرار الخطأ: قررت التحالف مع مارك أنتوني.
كليوباترا وماركوس أنطونيوس
خريطة الأراضي والأقاليم التي حكمتها الأسكندرية نتيجة اعطائها من قبل ماركوس أنطونيوس الي كليوباتراو أبنائها في سنة 34 ق.م..
بعد اغتيال قيصر في روما ذلك انقسمت المملكة بين اعظم قواده اكتافيوس وانطونيوس فقرراكتافيوس أن يضم مصر إلى الإمبراطورية الرومانية، لكن كان امامه الكثير من العواقب، ومن أشدها ماركوس أنطونيوس "مارك أنتوني" الذي أراد في أن ينفرد بحكم الإمبراطورية الرومانية، ومن ثم فكرت كليوباترا أن تصبح زوجة لماركوس أنطونيوس الذي قد يحكم في يوم ما الإمبراطورية الرومانية.حيث جاء مارك انتوني الي مصر وجاءت له كليوباترا خفية لخوفها من ثورات المصريين ضدها وكانت مختبأه في سجادة وخرجت منها امام انتوني كعروس البحر وهي في ابهي صورها ووقع انتوني في حبها.
كان مارك انتوني متزوجا من اوكتافيا اخت أوكتافيوس(أغسطس) ومنع علي الرومان التزوج بغير رومانية وهنا ظهرت مشكله ارتباطه بكليوباترا وأصبح حليفا لها بدل من أن يضم مصر للإمبراطورية الرومانية. و كان ذلك سببا في العداوة بين أغسطس وأنطونيوس لأن أوكتافيا كانت أخت أغسطس تم تقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى شرق وغرب، وكان الشرق بما فيه مصر من نصيب انطونيوس، وكان طبيعيا أن تصبح كليوباترا تحت سلطة السيد الجديد انطونيوس، فلتحاربه بسلاح الحب والجمال، ولم تنتظر حتى يأتي إليها في الإسكندرية، ولكنها أبحرت على متن سفينة فرعونية ذهبية مترفة من الشواطئ المصرية، وكان أنطونيوس قد أرسل في طلبها عام 41 ق.م عندما وصل إلى مدينة ترسوس في كيليكية، وذلك ليحاسبها على موقفها المتردد وعدم دعمها لأنصار يوليوس قيصر.
أعجبت كليوبترا بأنطونيوس ليس فقط لشكله حيث كان وسيما (على حد قول المؤرخين) لكن أيضا لذكائه لأن كل التوقعات في هذا الوقت كانت تؤكد فوز انطونيوس.
إغراء – أو السماح بأن تترك نفسها للإغراء – قائد روماني قد نفع في الماضي. فكليوباترا مازالت شابة، ولم يكن لديها سبب لافتراض أن طرقها لن تنجح مجددًا. وقد قررت إعادة التاريخ. وقد غُوي أنتوني، والذي كان أقل ذكاءً وخبرة من قيصر، بسحرها. وفي عام 40 قبل الميلاد، أنجبت كليوباترا توءميه، كليوباترا سيلين وألكسندر هليوس. وبوقت ميلادهما، كان أنتوني قد عاد لروما، حيث كان سيتزوج من أوكتافيا، أخت حليفته وعدوه اللدود أوكتافيان.
لم يكن لروما إلا أن يحكمها حاكم واحد. وقد تدهورت العلاقة بين أوكتافيان وأنتوني، وبالتالي بين أوكتافيا وزوجها الجديد، سريعًا. وفي عام 37 قبل الميلادـ غادر أنتوني روما إلى أنطاكية بسوريا، حيث أرسل لكليوباترا. وقد وضعا معًا خطة كبرى لتحالف شرقي يرد لمصر بعضًا من مجدها السابق. وبفضل أنتوني، استعادت مصر بعضًا من أراضيها الشرقية المفقودة.
ولسوء الحظ، كانت حملة أنتوني البارثية - الخطوة الأولى نحو تقوية التحالف الشرقي – كارثة ماحقة. فبدلًا من حيازة أراضٍ جديدة، أُجبر أنتوني، من خلال زوجته المنفصلة، على أن يتوسل أوكتافيان لمزيد من القوات. وقُدم لأنتوني 2000 جندي، وهو رقم يبعث على السخرية، وقُلل من عددهم أيضًا، وانهارت العلاقات بين كلًا منهما. وقد أعاد نصر أنتوني اللاحقي في أرمنيا بعضًا من ماء وجهه. وقد كانت هناك احتفالات مكثفة في الإسكندرية، حيث جلس أنتوني على العرش وتباهى بأبنائه من كليوباترا، كملوك لأراضي روما ومصر المحتلة. ولم يكن لشيءٍ أن يثير استياء أوكتفيان وأوكتافيا أكثر من ذلك.
وفي عام 32 قبل الميلاد، طُلقت أوكتفيا. وصار أنتوني وكليوباترا زوجين رسميين. ولكن أثناء تمتع المحبين بجولة ممتدة في البحر المتوسط الشرقي، كان أوكتافيان يتحضر للحرب.
معركة أكتيوم
جرت معركة أكتيوم البحرية الفاصلة غربي اليونان عام 31 ق.م وقررت مصير الحرب. وكانت معركة أكتيوم نصرًا لأوكتافيان. وأُجبر أنتوني على الهروب بينما عادت كليوباترا إلى الإسكندرية، وبدأت في جمع قواتها. وحين انضم أنتوني لها بعد عدة أسابيع، حوصر الاثنين بشكلٍ فعال. خسر أنطونيوس كثيرا من سفنه في محاولته كسر الحصار الذي ضُرب حوله، وتسارعت الأحداث وعملت كليوباترا كل ما في وسعها لتفادي الكارثة بعد وصول أنباء الهزيمة إلى مصر. تم تجاهل عرض كليوباترا بالتخلي عن العرش لأولادها. وبينما كان أنتوني يستعد لخوض معركته الأخيرة، بمحاولة يائسة للتصدي لقوات أوكتافيانوس، قيصر روما الجديد ،التي وصلت إلى مشارف الإسكندرية في صيف عام 30 ق.م، تحصنت كليوباترا في ضريح استُخدم أيضًا كخزينتها. وحين تلقى أنتوني خبر انتحار كليوباترا، ألقى بنفسه على سيفه. إلا أن خبر موت كليوباترا كان غير صحيح. وأُخذ أنتوني الذي كان يحتضر حينها إلى الإسكندرية، وسُحب لأعلى حائط الضريح، كي يتمكن من الموت بين أذرع كليوباترا.
الانتحار بدلاً من الأسر
في فجر أحد أيام منتصف أغسطس 30 ق. م قدم أحد خدام الملكة كيلوباترا ثعبان الكوبرا ((يرجح انها كوبرا مصرية)) وسيلة أنتحارها بعد أن سمعت بهزيمة زوجها القائد الرومانى مارك أنطونيوس في الحرب، كان ثعبان الكوبرا السامة قد ظل شعار للملكية في العصر البطلمى تعلو هامات الملوك، كانت اثنين من الثعابين إذا جاز لنا أن نصدق قول الشعراء الرومان فرجيل وهوراس وبروبيرتيوس Propertius وقد ذكر بعض المؤرخين أن الكتف الملكية اليسرى هي التي تلقت اللدغة الأولى القاتلة وقال آخرون أنه ثدى كليوباترا الأيسر العارى. انتحرت كليوباترا في حالة اليأس هذه بان وضعت حيه سامه على صدرها وكان الغازى الجديد أوكتافيوس قيصر يأمل أن تسير الملكة التي تحكم مصر في موكب نصرته في روما ولكنه سرعان ما وارى جثمانها وأتجه لتنظيم الحكومة، فأعلن ضمه مصر لسلطان الشعب الرومانى، وجاء إعلانه في جملة قصيرة للغاية لا تضم أكثر من خمس كلمات. بعد وفاة كليوباترا قتل الرومان ابنها قيصرون خشية ان يطالب بالإمبراطورية الرومانية كوريث ليوليوس قيصر وولي عهده. صورت كيلوباترا السابعة على عملة معروضة في متحف الأسكندرية تروي قصة كليوباترا التي الهمت الشعراء وكتاب القصص. كانت مادة لمسرحية (انطونيو وكليوباترا) لوليم شكسبير ومسرحية (كل شيء من اجل الحب) 1977 لجون درايدن ومسرحية (قيصر وكليوبترا) لجورج برناردشو ومسرد شعري في انتحار كليوباترا للشاعر أحمد شوقي. كانت كليوباترا السابعة آخر حكام البطالمة في مصر، وقد تفوقت على من سبقوها في الذكاء والحصافة والطموح. واعتلت كليوباترا العرش وحكمت مصر لعشرين عاما (من عام 51 إلى عام 30 ق.م). ظهرت صورة كليوباترا في العملة المصرية القديمة كامرأة ذات طلعة بهية مفعمة بالحيوية بفم رقيق وعينان صافيتان. كليوباترا احدي البارزات في التاريخ كنفرتيتي وسميراميس وشهرزاد.
ويسجل المؤرخ اليوناني كاسيوس ديو وفاتها قائلًا:
لم يعرف أحد على وجه اليقين كيف ماتت. فقد وجدوا فقط ثقوبًا صغيرة في ذراعها. وقد افترض البعض أنها جلبت أفعى صغيرة سامة لنفسها...
نفي قصة الانتحار بلدغة الثعبان
نفى البروفسور كرستوف شايفر ((استاذ التاريخ في جامعة ترير غرب ألمانيا))واقعة وفاة كيلوباترا بلدغة ثعبان الكوبرا ورجح انها ماتت لشربها توليفة أو كوكتيلات من العقاقير واستند بما ذهب إلى أن لدغة الافعى كانت ستعرض كيلوباترا لالم شديد ومبرح وطويل قبل الوفاة بجانب التشويه الجسدي الذي كان سيلحق بها وهي المرأة الجميلة والمعتزه جدا بجمالها
عدم اكتشاف مكان دفنها حتى الآن
يُعتقد أن إنتحار كليوباترا جاء عقب انتحار ماركوس أنطونيوس بفترة قصيرة، وقد كتب المؤرخ القديم "بلوترك" أنهما دفنا بأسلوب ملكي رائع في قبر بالقرب من الإسكندرية، ويعتقد البعض أن الضريح أصبح في أعماق البحر بعد الزلزال الرابع في القرن الثامن حيث تغيرت تضاريس الإسكندرية، في حين أن يدعي البعض الآخر أن الزوجين قد دفنا بالقرب من تابوزيريس ماجنا وهو معبد قديم يحوي على العشرات من القبور والموميوات.
أطفال كليوباترا
عاش أطفال كليوباترا الأربعة من بعد أمهم. وقد صار ابنها الأكبر، قيصريون، نظريًا الملك الأوحد لمصر. إلا أن ابن قيصر شكل خطرًا داهمًا للرومانيين. وقد قُبض عليه وهو يهرب من مصر وأعدمه أوكتافيان. أما بقية الأطفال فقد أُخذوا إلى روما، حيث عُرضوا في البداية في استعراض عام مشين، ثم أُعطوا لأوكتافيا، زوجة مارك أنتوني الرابعة، كي تربيهم. وفي عام 20 قبل الميلاد، تزوجت كليوباترا سيلين من أمير نوميديان جوبا الثاني؛ وأنجبت منه ابنًا يُدعى، بالطبع، بطليموس، قبل أن تموت بشكلٍ طبيعي في غموض نسبي. أما أشقاؤها، ألكسندر وبطليموس فيلاديلفوس (وُلد عام 36 عام الميلاد)، فقد أُرسلوا للعيش بعيدًأ عن طريق الأذى مع أختهم المتزوجة. وفي موريطنية ، حققوا ما لم يقدر عليه أي فرد من أسرتهم: الحياة بعيدًا تمامًا عن الأضواء السياسية. أما الأمير الصغير بطليموس، فلم يكن محظوظًا للغاية. فبعد أن ورث عرش أبيه، أُعدم على يد الإمبراطور الروماني كاليجولا في عام 40 بعد الميلاد.
كيف كانت تبدو كليوباترا؟
تقول الإشاعات عن كليوباترا أنها كتبت كتابًا عن أسرارها للجمال كي تنقله للنساء الأخريات، ولكن ماذا كان يبدو شكلها بالفعل؟ ينقسم المؤلفون الكلاسيكيون حول ذلك. فيقيمها بلوتارخ على أنها أزيد قليلًا من المتوسط الجيد. أما كاسيوس ديو، فعلى النقيض من ذلك، يقيمها على أنها أجمال نساء العالم، فقد كان في النظر والاستماع إليها وهج وبريق...".
وقد كان للكثير من مؤرخي الفن المبكرين ميل لتمييز أي امرأة تحمل ثعبانًا على أنها تمثل كليوباترا السابعة. وإذا تجاهلنا تلك التمييزات المريبة، سنجد مفاجأة، أنه ليس لدينا إلا صور قليلة لأخر ملكة. وقد تنقسم لوحاتها التي عاشت لقسمين. الصور ذات النمط المصري، المحفوظة في تماثيل وحوائط معبد بدندرة، مرسومة بشكل تقليدي كأي ملكة غامضة لمصر: طويلة، نحيلة، ترتدي شعرًا مستعارًا، وترتدي أفضل أنواع الكتان والريشتين، وقرص شمس، وقرون بقرة ورأس أفعى الذي تُزين به أي ملكة فرعونية تقليدية. ومثل تلك الصور لا تكشف إلا القليل عن كليوباترا الحقيقية، خلافًا عن أمنيتها أن تصبح الأم الإلهة إيزيس.
أما نمط التصوير غير المصري لكليوباترا فهو مختلف تمامًا، ورغم أننا لن نقع في فخ افتراض أن كل التصويرات كانت حقيقية ومطابقة للواقع، إلا أنها تبدو أكثر واقعية للعين المعاصرة. فهنا تظهر كليوباترا بالفستان وتصفيفة الشعر – الإكليل والتضفير على شكل الكعكة – بشكلٍ كلاسيكي وقور. ويظهر سك العملة امرأة ذات أنف وذقن غير مثيرين. وتماثيل الرخام، السليمة من روما، تظهر نفس الملامح مع تخفيف بسيط، ورغم أن الملكة مرة أخرى ليست ذات جمال أخاذ بأي حالٍ من الأحوال؛ فهي تظهر على أنها عاقدة العزم بدلًا من الإغواء. ربما إذن، كانت كليوباترا تعتمد على سحر صوتها. يقول المؤرخ بلوتارخ، والذي كان أقل من معجب بمظهر الملكة، أنه كان مندهشًا بقدراتها اللغوية:
كان من دواعي السرور الاستماع لصوتها، والذي استطاعت به، كأي أداة موسيقية ذات أوتار، أن تنتقل من لغة لأخرى، حتى أنها لجأت لمترجم مرات قليلة أثناء حديثها مع الأمم البربرية...
كليوباترا كإيزيس
كتبت كليوباترا أسطورتها بنفسها، اقتداءً بما قامت به كليوباترا الثالثة من استغلال معتقد الأم الإلهة إيزيس لتقوية حكمها كإلهة حية.
كانت تلك اللاهوتية مقبولة في مصر، حيث ارتبطت الأسرة الحاكمة دومًا بالآلهة، وحيث كان يُستبعد الأناس العاديين بشكلٍ فعال من عبادة آلهة الدولة. فإذا أرادت كليوباترا أن تعلن عن نفسها كإلهة حية، "إيزيس الجديدة" (لقب اختارته بنفسها كي تميز نفسها عن سابقتها كليوباترا الثالثة)، لم يكن ليهتم أو ليعرف إلا القليل من المصريين. أما في روما، حيث كان معتقد إيزيس يؤخذ بمنتهى الجدية، وكانت المعابد مفتوحة للجميع، كان دور كليوباترا كوسيطة بين الإلهة وشعبها ببساطة غير مقبول بالمرة. فوجدت الملكة نفسها في وضع محير بين أن تصبح نصف، أو حتى إلهة كاملة، في بلدها، وأن تكون مجرد بشر في روما.
كليوباترا عبر العصور
لم يكن جمالها، كما يُقال لنا، بالصارخ الذي تذهل له العقول عند رؤيته. إلا أن سحر وجودها كان لا يمكن مقاومته...
كانت كليوباترا السابعة امرأة ذكية، حاكمة هلنستية كفؤة، وأم كرست حياتها لأبنائها الأربعة. اليوم، الكثير من ذلك قد نُسي بسبب ظهورها المتكرر على اللوح الزيتية، وعلى المسارح والشاشات، وصارت كليوباترا مشهورة بأنها النموذج الأكيد للمرأة التي لا تُقاوم، والتي سمح لها جمالها الذي لا يُنافس وحسها المغري بأن تذيب قلوب اثنين من أعظم رجال روما.
من المؤكد لنا أن والدي كليوباترا كانا أخًا وأختًا. وجدها، بطليموس التاسع، كان رجلًا من نسب يوناني معروب. أما أمها فقد وُصفت على أنها "خليلته"، ولكن ليست هناك أدلة أخرى على أصلها أو نسبها، فلن نعرف يقينًا كيف كانت تبدو، سواءً هي، أو حفيدتها، كليوباترا السابعة.
كليوباترا في السينما والتلفزيون
لوحة زيتية للملكة كليوبترا من عمل الفنان الإنجليزي جون وليام واترهاوس عام 1888.
في هوليوود ظهرت شخصية الملكة كليوباترا في السينما لأول مرة حينما قامت الممثلة الأمريكية - البريطانية إليزابيث تايلور بتجسيد دورها في فيلم يحكي قصة حياتها عام 1963
في العالم العربي قامت الممثلة السورية سلاف فواخرجي بتجسيد دور الملكة كليوباترا في مسلسل من إخراج زوجها وائل رمضان في مسلسل يحكي قصة حياتها عام 2010