قصصقصص تاريخيةقصص للأطفالقصص واقعيةمفالاتمقالاتمنوعات
قصة عيسى عليه السلام عندما قال آمنت بالله وكذّبت عيني
قصة عيسى عليه السلام عندما قال آمنت بالله وكذّبت عيني
إن الرسل والأنبياء نمط متفرد من الناس ، وخاصة في تعظيمهم لربهم ، وتقديسهم له ، فهذا نبي الله عيسى كان الله في قلبه أعظم من أن يحلف به أحد كاذبا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال : ( رأى عيسى بن مريم عليه السلام رجلا يسرق فقال له أسرقت قال كلا والله الذي لا إله إلا هو ، فقال عيسى عليه السلام : آمنت بالله وكذّبت عيني ) متفق عليه ، وفي لفظ مسلم : ( فقال عيسى عليه السلام : آمنت بالله وكذبت نفسي ) .
شرح القصة
يحكي النبي ﷺ ما وقع لنبي الله عيسى عليه السلام ، حين مرّ على رجلٍ فرآه يأخذ مالاً لا يحلّ له ، فخاطبه عليه السلام موبّخاً : ( أسرقت ؟ ) وهو سؤال يحمل معنى الإخبار بدليل. وبدلاً من أن يعترف الرجل بذنبه ، ويستغفر ، ويخجل على نفسه ، وهو يرى افتضاح أمره أمام نبيٍّ يتنزّل عليه الوحي صباح مساء ، إذا بالعزّة الآثمة تأخذه ، فيقسم بأغلظ الإيمان وأعظمها أنّه لم يسرق شيئا : ” كلا والله الذي لا إله إلا هو ” .
ولأجل ما قام في قلب نبي الله عيسى عليه السلام من تعظيمٍ لجلال ربّه ، أرجع الخطأ إلى عينه ، وألقى التهمة على نفسه ، يقول الإمام ابن القيّم معلّقاً على ذلك : ” والحق أن الله كان في قلبه أجلّ من أن يحلف به أحدٌ كاذباً ، فدار الأمر بين تهمة الحالف وتهمة بصره ، فردّ التهمة إلى بصره ” .
العبر المستوحاة من القصة
عظمة اليمين ” كلا والله الذي لا إله إلا هو ” ، تضمّنت المعنى الذي كرّس نبي الله عيسى عليه السلام حياته كلّها لتبليغه والدعوة إليه ، وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبوديّة .
حسن الظن بالمسلمين ” لأن تحسن الظنّ فتخطيء ، خير من أن تسيء الظنّ فتندم ” .