طبيب الغلابة
طبيب الغلابة، لقب أطلقه أهالى محافظة الغربية على الدكتور محمد مشالى، الذى رفض تبرع بملايين الجنيهات لتغيير عيادته الصغيرة الفقيرة فى مظهرها وإمكانياتها، الغنية فيما تحمله من معانى جليلة لخدمة الإنسانية، حيث يكتفى دكتور الغلابة فى الغربية بعيادته التى يعمل من خلالها على مساعدة الفقراء بتقديم الخدمات الطبية مقابل أجر رمزى يتراوح ما بين 5 إلى 10 جنيهات.
الدكتور محمد مشالى، رغم سنوات عمره الطويلة التى تخطت الـ75 عامًا، إلا أنه ظل مغمورًا لا يعرفه سوى أهل قريته الذين يتلقون خدماته الطبية، وما أن ذاع صيته وتردد اسمه وانتشرت صوره فى المواقع الإلكترونية وعلى صفحات السوشيال ميديا وفى البرامج التليفزيونية، لإبراز بساطته وحرصه على خدمة الناس دون السعى وراء مال أو تحقيق ثروات، حتى تعرض لحملة تنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
بعض المدونين على "فيس بوك"، وجهوا انتقادات للدكتور محمد مشالى، بسبب هيئة عيادته ونظافتها، لكن حملة التنمر هذه لم تكن هى صاحبة الصوت الأعلى فى العالم الافتراضى، بل كانت جبهة الدفاع والإشادة بالطبيب الذى رفض تبرعات أحد البرامج التليفزيونية، بقوله: "نشأت فقيراً، لا أريد سيارة طولها 10 أمتار وبدلة بـ10 آلاف جنيه، أنا أى حاجة تكفينى"، هى الأكثر انتشارًا والأقوى فى صداها.
وقالت ملك رستم، فى إشادتها بالدكتور محمد مشالى "اللهم ارزقنا الرضا واجعلنا دايماً سبب لمساعدة الناس"، ونشرت ولاء محمد، مقطع حلقة طبيب الغلابة مع البرنامج التليفزيونى صاحب التبرع، وكتبت فى تعليقها، قوله تعالى: "يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".
الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابة كما يلقبه أهالى طنطا بطل الحلقة الجديدة من برنامج «قلبى اطمأن» التي كانت لها صدى كبير ومؤثر على مواقع السوشيال ميديا ووسائل الإعلام في مختلف الدول الغربية.
وخلال برنامج "قلبي اطمأن"، الذي يقدمه مواطن إماراتي يُعرف نفسه بأن اسمه غيث، كان الطبيب المصري محمد عبدالغفار مشالي بطلا لحلقة يوم الجمعة، التي حظيت بمتابعة وإعجاب الكثيرين عبر الشبكات الاجتماعية.
في مدينة طنطا الكائنة بدلتا مصر، يُعرف الطبيب محمد عبدالغفار مشالي منذ سنوات بأنه "طبيب الغلابة"، فلديه عيادة يقصدها الفقراء ورقيقو الحال، ويتقاضى أجرًا يعتبر متواضعًا لدرجة كبيرة مقارنة ببقية الأطباء في بلاده.
وقال مقدم البرنامج، الذي اعتاد إخفاء هويته، إن ردة فعل الطبيب تجاه عرضه بالمساعدة أدهشه، مُضيفا: "توجهنا إلى منزله، لكنه لم يأت، فذهبنا إلى عيادته وانتظرناه ساعات، لكنه لم يهتم.. استغرق منا الكثير حتى نتمكن من إنزاله (من العيادة) بمساعدة أحد الأشخاص في الشارع".
وحاول مقدم البرنامج اختباره، بقوله: "أنا جاي من الإمارات، وليس معي غير 5 جنيه وتكلفة الكشف 10 جنيهات، هل يمكنني أن آتي بعد أن يهذب المرضى وأدفع الخمس جنيهات"، وحينها أكد الطبيب إمكانية ذلك.
وعندما عرض غيث الإماراتي تقديم مساعدة مالية له، رفض الطبيب، قائلا: "جميلك على رأسي، الناس غلابة وأنا نشأت فقير، والدي أوصاني بالفقراء خيرًا، وأنا مش عايز عربية 10 متر ولا عايز بدلة بمليون و10 آلاف، أنا زاهد، أنا أي حاجة بتكفيني، سندويتش فول وسندويتش طعمية بيكفيني".
ولما أصرَ مقدم البرنامج على تقديم المساعدة بقوله "إزاي ممكن أساعدك نساعد الفقراء"، عندها رد الطبيب: "ممكن تروح تعمل تبرع في جمعية خيرية أو تتبرع لمؤسسة الملاجىء في شارع بورسعيد.. أنا مش موافق، أنا مش هنتقل من العيادة دي إلى أن يتوفاني الله، أنا ممكن أعمل عيادة تانية بس أنا سعيد بهذه.. بتقرب إلى الله بعمل الخير".
ويُعرض برنامج "قلبي اطمأن" منذ 2018 عبر عدة محطات فضائية عربية، منها قناة أبوظبي الفضائية في السادسة و20 دقيقة بتوقيت الإمارات.
ويقدم البرنامج مساعدات للفقراء وأصحاب الحالات الإنسانية. وفي موسمه الأخير، تبنى مبادرة تهدف إلى كفالة 10 آلاف يتيم بالعديد من الدول.